الثلاثاء، 9 فبراير 2010

مناجاة شاعر

شعر د. غازي بن عبدالرحمن القصيبي



في مرضه الأخير




أغالب الليل الحزين الطويل أغالب الداء المقيم الوبيل

أغالب الآلام مهما طغت بحسبي الله ونعم الوكيل

فحسبي الله قبيل الشروق وحسبي الله بُعيد الأصيل

وحسبي الله إذا رضني بصدره المشؤوم همي الثقيل

وحسبي الله إذا أسبلت دموعها عين الفقير العليل

يا رب أنت المرتجى سيدي أنر لخطوتي سواء السبيل

قضيت عمري تائها ، ها أنا أعود إذ لم يبق إلا القليل

الله يدري أنني مؤمن في عمق قلبي رهبة للجليل

مهما طغى القبح يظل الهدى كالطود يختال بوجه جميل

أنا الشريد اليوم يا سيدي فاغفر أيا رب لعبد ذليل

ذرفت أمس دمعتي توبة ولم تزل على خدودي تسيل

يا ليتني ما زلت طفلا وفي عينيّ مازال جمال النخيل

أرتل القرآن يا ليتني ما زلت طفلا .. في الإهاب النحيل

على جبين الحب في مخدعي يؤزني في الليل صوت الخليل

هديل بنتي مثل نور الضحى أسمع فيها هدهدات العويل

تقول يا بابا تريث فلا أقول إلا سامحيني .. هديل

هناك تعليق واحد:

  1. قاتله الله ما اعذب شعره

    انا احسد الشعراء على عذوبة الفاظهم وحسن اختيارهم
    اتذكر المقطوعة الشهيرة لأبي نواس وكيف المعاني العظيمة التي فيها
    لأرى بعين البصيرة مغفرة الله له لما فيها من الأدب والتوحيد وحسن الطلب من الله

    يقول فيها
    الاهَنا ما عادلك مليك كل من ملك
    لبيك قد لبيت لك لبيك ان الحمد لك
    والملك لا شريك لك

    ماخاب عبد سألك
    أنت له حيث سلك
    لولاك ياربي هلك

    لبيك ان الحمد لك
    والملك لاشريك لك
    والليل لما ان حلك
    والسابحات في الفلك

    وكل من اهل لك
    سبح او لبى فلك
    يامخطأ ما اغفلك
    عجل وبادر أجلك
    واختم بخير عملك

    لبيك ان الحمد لك
    والملك لاشريك لك
    والحمد والنعمة لك
    ===

    وهذه مثلها و لاتنقص عنها فيها ذل وتوبة وندم وثقة بالله

    فلا ارى الله يخيب امله ان شاء الله

    ردحذف