الثلاثاء، 26 يناير 2010

ملخص سجود السهو

السبت، 23 يناير 2010

قصيدة معبرة و حزينة

رسالة في ليلة التنفيذ

أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني

والحبلُ والجلادُ ينتظراني

هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ

مقْرورَةٍ صَخْرِيَّ الجُدْرانِ

لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها

وأُحسُّ أنَّ ظلامَها أكفاني

سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في

هذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني

الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ

والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني

وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي

في بِضْعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ

والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ

دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني

قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ

إلاَّ أخيراً لذَّةَ الإيمانِ

والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ

عَبَثَتْ بِهِنَّ أَصابعُ السَّجّانِ

ما بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها

يرنو إليَّ بمقلتيْ شيطانِ

مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ

وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ

أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ

ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني

هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ ياأبي

لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ

لكنَّهُ إِنْ نامَ عَنِّي لَحظةً

ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ

فلَرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً

لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني

أوْ عادَ - مَنْ يدري - إلى أولادِهِ

يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني

وَعلى الجِدارِ الصُّلبِ نافذةٌ بها

معنى الحياةِ غليظةُ القُضْبانِ

قَدْ طالَما شارَفتُها مُتَأَمِّلاً

في الثَّائرينَ على الأسى اليَقْظانِ

فَأَرَى وُجوماً كالضَّبابِ مُصَوِّراً

ما في قُلوبِ النَّاسِ مِنْ غَلَيانِ

نَفْسُ الشُّعورِ لَدى الجميعِ وَإِنْ هُمُو

كَتموا وكانَ المَوْتُ في إِعْلاني

وَيدورُ هَمْسٌ في الجَوانِحِ ما الَّذي

بِالثَّوْرَةِ الحَمْقاءِ قَدْ أَغْراني؟

أَوَ لَمْ يَكُنْ خَيْراً لِنفسي أَنْ أُرَى

مثلَ الجُموعِ أَسيرُ في إِذْعانِ؟

ما ضَرَّني لَوْ قَدْ سَكَتُّ وَكُلَّما

غَلَبَ الأسى بالَغْتُ في الكِتْمانِ؟

هذا دَمِي سَيَسِيلُ يَجْرِي مُطْفِئاً

ما ثارَ في جَنْبَي مِنْ نِيرانِ

وَفؤاديَ المَوَّارُ في نَبَضاتِهِ

سَيَكُفُّ في غَدِهِ عَنِ الْخَفَقانِ

وَالظُّلْمُ باقٍ لَنْ يُحَطِّمَ قَيْدَهُ

مَوْتي وَلَنْ يُودِي بِهِ قُرْباني

وَيَسيرُ رَكْبُ الْبَغْيِ لَيْسَ يَضِيرُهُ

شاةٌ إِذا اْجْتُثَّتْ مِنَ القِطْعانِ

هذا حَديثُ النَّفْسِ حينَ تَشُفُّ عَنْ

بَشَرِيَّتي وَتَمُورُ بَعْدَ ثَوانِ

وتقُولُ لي إنَّ الحَياةَ لِغايَةٍ

أَسْمَى مِنَ التَّصْفيقِ ِللطُّغْيانِ

أَنْفاسُكَ الحَرَّى وَإِنْ هِيَ أُخمِدَتْ

سَتَظَلُّ تَعْمُرُ أُفْقَهُمْ بِدُخانِ

وقُروحُ جِسْمِكَ وَهُوَ تَحْتَ سِياطِهِمْ

قَسَماتُ صُبْحٍ يَتَّقِيهِ الْجاني

دَمْعُ السَّجينِ هُناكَ في أَغْلالِهِ

وَدَمُ الشَّهيدِ هُنَا سَيَلْتَقِيانِ

حَتَّى إِذا ما أُفْعِمَتْ بِهِما الرُّبا

لم يَبْقَ غَيْرُ تَمَرُّدِ الفَيَضانِ

ومَنِ الْعَواصِفِ مَا يَكُونُ هُبُوبُهَا

بَعْدَ الْهُدوءِ وَرَاحَةِ الرُّبَّانِ

إِنَّ اْحْتِدامَ النَّارِ في جَوْفِ الثَّرَى

أَمْرٌ يُثيرُ حَفِيظَةَ الْبُرْكانِ

وتتابُعُ القَطَراتِ يَنْزِلُ بَعْدَهُ

سَيْلٌ يَليهِ تَدَفُّقُ الطُّوفانِ

فَيَمُوجُ يقتلِعُ الطُّغاةَ مُزَمْجِراً

أقْوى مِنَ الْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطانِ

أَنا لَستُ أَدْري هَلْ سَتُذْكَرُ قِصَّتي

أَمْ سَوْفَ يَعْرُوها دُجَى النِّسْيانِ؟

أمْ أنَّني سَأَكونُ في تارِيخِنا

مُتآمِراً أَمْ هَادِمَ الأَوْثانِ؟

كُلُّ الَّذي أَدْرِيهِ أَنَّ تَجَرُّعي

كَأْسَ الْمَذَلَّةِ لَيْسَ في إِمْكاني

لَوْ لَمْ أَكُنْ في ثَوْرَتي مُتَطَلِّباً

غَيْرَ الضِّياءِ لأُمَّتي لَكَفاني

أَهْوَى الْحَياةَ كَريمَةً لا قَيْدَ لا

إِرْهابَ لا اْسْتِخْفافَ بِالإنْسانِ

فَإذا سَقَطْتُ سَقَطْتُ أَحْمِلُ عِزَّتي

يَغْلي دَمُ الأَحْرارِ في شِرياني

أَبَتاهُ إِنْ طَلَعَ الصَّباحُ عَلَى الدُّنى

وَأَضاءَ نُورُ الشَّمْسِ كُلَّ مَكانِ

وَاسْتَقْبَلُ الْعُصْفُورُ بَيْنَ غُصُونِهِ

يَوْماً جَديداً مُشْرِقَ الأَلْوانِ

وَسَمِعْتَ أَنْغامَ التَّفاؤلِ ثَرَّةً

تَجْري عَلَى فَمِ بائِعِ الأَلبانِ

وَأتى يَدُقُّ- كما تَعَوَّدَ- بابَنا

سَيَدُقُّ بابَ السِّجْنِ جَلاَّدانِ

وَأَكُونُ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ مُتَأَرْجِحَاً

في الْحَبْلِ مَشْدُوداً إِلى العِيدانِ

لِيَكُنْ عَزاؤكَ أَنَّ هَذا الْحَبْلَ ما

صَنَعَتْهُ في هِذي الرُّبوعِ يَدانِ

نَسَجُوهُ في بَلَدٍ يَشُعُّ حَضَارَةً

وَتُضاءُ مِنْهُ مَشاعِلُ الْعِرفانِ

أَوْ هَكذا زَعَمُوا! وَجِيءَ بِهِ إلى

بَلَدي الْجَريحِ عَلَى يَدِ الأَعْوانِ

أَنا لا أُرِيدُكَ أَنْ تَعيشَ مُحَطَّماً

في زَحْمَةِ الآلامِ وَالأَشْجانِ

إِنَّ ابْنَكَ المَصْفُودَ في أَغْلالِهِ

قَدْ سِيقَ نَحْوَ الْمَوْتِ غَيْرَ مُدانِ

فَاذْكُرْ حِكاياتٍ بِأَيَّامِ الصِّبا

قَدْ قُلْتَها لي عَنْ هَوى الأوْطانِ

وَإذا سَمْعْتَ نَحِيبَ أُمِّيَ في الدُّجى

تَبْكي شَباباً ضاعَ في الرَّيْعانِ

وتُكَتِّمُ الحَسراتِ في أَعْماقِها

أَلَمَاً تُوارِيهِ عَنِ الجِيرانِ

فَاطْلُبْ إِليها الصَّفْحَ عَنِّي إِنَّني

لا أَبْتَغي مِنَها سِوى الغُفْرانِ

مازَالَ في سَمْعي رَنينُ حَديثِها

وَمقالِها في رَحْمَةٍ وَحنانِ

أَبُنَيَّ: إنِّي قد غَدَوْتُ عليلةً

لم يبقَ لي جَلَدٌ عَلى الأَحْزانِ

فَأَذِقْ فُؤادِيَ فَرْحَةً بِالْبَحْثِ عَنْ

بِنْتِ الحَلالِ وَدَعْكَ مِنْ عِصْياني

كانَتْ لها أُمْنِيَةً رَيَّانَةً

يا حُسْنَ آمالٍ لَها وَأَماني

وَالآنَ لا أَدْري بِأَيِّ جَوانِحٍ

سَتَبيتُ بَعْدي أَمْ بِأَيِّ جِنانِ

هذا الذي سَطَرْتُهُ لكَ يا أبي

بَعْضُ الذي يَجْري بِفِكْرٍ عانِ

لكنْ إذا انْتَصَرَ الضِّياءُ وَمُزِّقَتْ

بَيَدِ الْجُموعِ شَريعةُ القُرْصانِ

فَلَسَوْفَ يَذْكُرُني وَيُكْبِرُ هِمَّتي

مَنْ كانَ في بَلَدي حَليفَ هَوانِ

وَإلى لِقاءٍ تَحْتَ ظِلِّ عَدالَةٍ

قُدْسِيَّةِ الأَحْكامِ والمِيزانِ

الجمعة، 22 يناير 2010

الحوثيون من هم ؟ ولماذا نحاربهم ؟؟

الحوثيون من هم ؟ ولماذا نحاربهم ؟؟


خطبة جمعة للشيخ


عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي
إمام وخطيب جامع خديجة بغلف بجدة حي النسيم

الحمد لله، شرح صدور أوليائه للإيمان والهدى، وطبع على قلوب أقوام فلا تعي الحق أبداً، من يهدِ الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . أحمده سبحانه وأشكره، جابر الكسير، وميسر العسير، ومجيب النداء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أكرم رسول، وأشرف عبدٍ، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله تعالى وراقبوه، واعبدوه حق عبادته، واشكروا نعمه، فقد تكفّل بالمزيد لمن شكر، وخافوا مقامه، واحذروا بطشه كل الحذر، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال].

أيها المسلمون : أصبحت قصة الحوثيين قاسمًا مشتركًا في معظم وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، وهي من القصص التي تتضارب فيها التحليلات، وتختلف التأويلات، وتضيع الحقيقية بين مؤيِّد ومعارض، ومدافع ومهاجم!

فمن هم الحوثيون ؟ ومتى ظهروا؟ وإلى أي شيء يهدفون؟ ولماذا نحاربهم ؟

أيها الإخوة : وقبل البدء في الحديث لابد من بيان أن أهل السنة- بحمد الله- يتميزون بمواقفهم التي لا تغيرها الأحداث مها عظمت، ولا تبدلها الخطوب مهما ادلهمت، وذلك لأنها مستمدة من كتاب ربهم وسنة نبيهم.

أهل السنة : في موافقهم ليسوا كغيرهم مِن مَن تخضع مواقفهم للـتأثيرات الحزبية والمطامع الدنيوية، بل يمضون بخطىً ثابتة، وسير متزن واثقون من سلامة منهجهم, ومتأكدون من صحة معتقدهم. فحكمهم على الجماعات والأشخاص والأحداث والنوازل يتم وفق معيار قويم، وميزان سوي، ومقياس لا عوج فيه. فميزانهم الذي يزنون به كل ما ينبغي أن يوزن، من فئة أو طائفة أو جماعة أو حدث، هو ميزان الوحيين الشريفين والهديين النيرين.

أيها الإخوة
:الحوثيون هم أصحاب حركة تمرد شيعية تأسست في "صعدة" شمال اليمن.انشقت عن المذهب الزيدي.

تسير على نمط (حزب الله) في لبنان دينياً وسياسياً.
• يعتنقون أفكار وعقائد الشيعة الرافضة الاثني عشرية.
• ينتسبون إلى زعيم التمرد الأول حسين بدر الدين الحوثي .
• يسمون أنفسهم تنظيم ” الشباب المؤمن" .

وتتبنى هذه الحركة الفكر الشيعي الاثني عشرية ومنه :

•- الدعوة إلى "الإمامة" أي : إحياء فكرة الوصية للإمام علي رضي الله عنه، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب.
•- الترويج لفكرة الخروج، والإعداد لمواجهة نظام الحكم.
•- التحريض على لجم "السُّنيِّة" – ومرادهم أهل السنة -؛ لأن أهل السنة يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي.
•- تمجد الثورة الخمينية، وحزب الله في لبنان، وتعتبارهما المثال الذي يجب أن يحتذى به.
•- ويتبرؤون من الخلفاء الراشدين الثلاثة خصوصاً، والصحابة عموماً؛ لأنهم أصل البلاء الذي لحق بالأمة إلى اليوم! حسب اعتقادهم قاتلهم الله.
•يقول زعيمهم بدر الدين الحوثي: " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله"..
•وهم يدعون إلى سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنون أمهات المؤمنين .
•يقول حسين الحوثي : " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة ..وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها : أبو بكر وعمر وعثمان.وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".
•ويقول عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".
•ويقول : ”إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
•ويقول: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة!!!)..
•وهم يكنون عداءً خاصاً لعمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس .
•يقول الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر –في اعتقادي- ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، وعثمان واحدة من سيئاته".

أيها الإخوة :إن المتتبع لهذه الطائفة يجدها قد تحولت من الزيدية إلى الاثنى عشرية وهذا واضح في :

إحياءهم ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، وإقامة المجالس الحسينية.
•إحياءهم ذكرى وفاة بعض الأئمة كجعفر الصادق ومحمد الباقر وعلي زين العابدين رضي الله عنهم.
•اتخاذهم جبلاً في مدينة صعدة, أطلقوا عليه اسم (معاوية), يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة, ويطلقون ما لا يحصى من القذائف.
•عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران, وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة.
•تبنيهم لمعتقدات الرافضة الاثني عشرية اجمالا كسب الصحبة وتكفيرهم وغيرها.
أيها الإخوة في الله : لقد استغلتالدولة الصفوية هذه الأوضاع الملتهبة لصالحها ولنشر مشروعها الطائفي الهادف إلى سيطرة النفوذ الرافضي على العالم الإسلامي .
ومما يدل على ذلك :
•عثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع الحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى "بعضها" إيراني الصنع.
•العثور على وثائق في المستشفى الإيراني في العاصمة صنعاء تدل على تورطها في عمليات تجسس ودعم مالي وعسكري للحوثيين، مما أدى لإغلاقه من قبل الحكومة.
الدعم الإيراني لإضطرابات جنوب اليمن المتزامنة مع عدد من حروب الحوثيين من أجل إضعاف الحكومة اليمنية وتشتيتها .
•توسيع الحوثيين لمسرح العمليات في الأيام الأخيرة بغية الوصول لساحل البحر الأحمر القريب من صعدة يؤكد التدخل الإيراني في هذا الصراع".
•تصريح عبد الله المحدون القائد الميداني السابق للتمرد الحوثي بمنطقة "بني معاذ" اليمنية، أن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي يحارب لاستعادة "حضارة فارس" بدعم إيراني غير محدود.
•رفع شعارات التأييد لـ"حزب الله" اللبناني في بعض المراكز التابعة له، واعتباره مثلاً يحتذى به.
•طريقتهم في التعامل مع الحوثيين هي نفس طريقة بناء ما يسمى منظمات ”حزب الله“ في لبنان والكويت والبحرين، وغيرهم..
•دعم الصحف الإيرانية، وتصريحات مرجعيات الاثني عشرية في قم والنجف، التي تظهر موقفها المؤيد للحوثيين.
تبنت إيران ومنذ قيام الثورة الخمينية مبدأ تصدير الثورة الرافضية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وبذلت الدبلوماسية والسفارة الإيرانية في صنعاء جهدا مكثفا لاستقطاب أتباع المذهب الزيدي
•وجود مقاتلين في صفوف أتباع الحوثي من غير أتباعه، واكتشاف جثث لهم، واعتقال بعضهم.
•الأخبار التي تؤكد سماع مكالمات في صفوف الحوثيين باللغة الفارسية .
•الغضب الرافضي الشديد على الحرب الأخيرة ضد الحوثيين التي بدت في تصريحات وزير الخارجية الإيراني، وموقف نواب كتلة الوفاق الرافضية في البرلمان البحريني من قرار تأييد السعودية في حربها ضد الحوثيين.

وبعد أيها الإخوة فإن :

من أخطر الأفكار التي يؤمن بها الحوثي وأتباعه إيمانه بالمهدي في فكرته الرافضية، وإيمانه بضرورة التمهيد لعودة المهدي مع ما يصاحب ذلك من احتلال للحرمين الشريفين وتصفية أهل السنة والجماعة، والقضاء على الأنظمة السنية الحاكمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. علما بأنه ظهر فيلم سينمائي في هذا الشهر (ذي القعدة 1430) لرافضي باكستاني في بريطانيا يُجسد :
إرهاصات ظهور مهدييهم من خلال مشاهد فيها صور تدنيس الكعبة بدماء من يُقتلون فيها، والفزع المصاحب لذلك
•في كتاب "عصر الظهور"، لمؤلفه الرافضي علي الكوراني العاملي، يؤكد فيه ورود أحاديث متعددة عن أهل البيت، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكتاب بـ"ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم "اليماني"؛ فتذكر رواية أن اسمه حسن أو حسين، من ذرية زيد بن علي، عليهما السلام. ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن "اليماني" يخرج من قرية يقال لها "كرعة"، وهي قرية في منطقة بني خَوْلان، قرب صعدة .

وبناء على ماسبق فإن حكم أهل السنة على هؤلاء بما تقدم ذكره يقوم على عدة امور:

أولاً: أنهم دعاة فتنة وشر،يدعون إلى قتال من لم يكن معهم، وإلى محاربة من لم يوافق على معتقدهم.
ثانياً: استباحتهم للدماء ،وقتلهم الأبرياء، من الشيوخ والأطفال والنساء ،واغتيالهم للمشائخ والأعيان والأمناء.
ثالثاً: قطعهم الطريق ،وترويعهم لعابري السبيل.
رابعاً: غدرهم بالقرى، وأخذ أموال الناس بالباطل،ودخول بيوت الآمنين والتترس فيها.
خامساً: أنهم من أثمهم يظهرون ،الطعن والثلب في خير القرون.
سادساً: أنهم يحملون إلى جانب معتقد الرفض معتقد الخوارج في تكفير المسلمين .
سابعاً: خيانتهم لوطنهم،بتعاونهم مع أهل الفجور والظلم وما أعتدائهم الآخير الآثم على أراض الحرمين إلا دليل على مشروعهم الخبيث وأنى لهم ذلك والله غالب على أمره .
أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطئية فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


:: الخطبة الثانية ::

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد :
أيها الإخوة : وبعد أن عرفنا حقيقة الأمر وطبيعة الصراع وخبث القوم فإنّ من سبل المواجهة والتصدي
كشف عقائد الحوثية ، وكشف انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الشيعة الاثني عشرية الإمامية، وبيان التحوُّل الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ إلى الفكر الاثني عشري المنحرف.
•تأليف ونشر الكتب والرسائل والمطويات التي توضح عقيدة السلف والموقف الصحيح من الصحابة.
•بيان خطر التشيُّع في بلاد العالم الإسلامي، وأثر ذلك في تغيير عقائد المسلمين ، وتغيير خارطة العالم الإسلامي.
•تحصين أهل السُّنة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة.
•تخصيص مواقع في الإنترنت لبيان معتقدهم, وخطورتهم.
•تذكير العالم أجمع بجرائم الرافضة في التاريخ الإسلامي, وما فعلوه في الجزيرة في التاريخ المعاصر, وأنهم عبارة عن طابور خامس.
•إبراز البعد العقدي في القضية، وأن المسألة ليست مسألة حقوق وحدود، والتأكيد على أن البعد العقدي هو المحرك لمعظم الحروب حتى الحروب التي تنشأ بين الكفار أنفسهم .
•الرد على الشُّبهات التي يثيرها هؤلاء هنا وهناك، من أنهم مظلومون أو أنهم لا يفكرون بقيام دولة رافضية.

أيها المسلمون، إن مسؤولية مواجهة هؤلاء الضالين ليست على رجال الأمن وحدهم، ولكنها مسؤولية الجميع، كلٌّ حسب موقعه.

إن الإحساسَ بالخطر على الدين والأهل والديار والفرقة والفوضى هو الأمر الذي يجب أن يستشعره الجميع؛ ليكونوا أكثر يقظةً وحذرًا ونباهةً، ولتكون التصرّفات أكثر وعيًا وحِكمة لما يُحاك ضدّ هذه الأمة ودينها وأهلها وأمنها وولاة الأمر فيها.

يجِب أن نتعاون جميعًا حكامًا ومحكومين علماءَ وعامة مفكِّرين وقادة على التصدّي لهذا الخطر العظيم. يجب تعليم الناس خطورة هذه الفرقة وهذا الحزب وهذه الطائفة الذين يُحسنون الجعجعة
والمفرقعات الكلامية كسبا لعواطف الأمة، ومن ثمَّ ترويجهًا للمشروع الرافضي الذي كان سببا في سقوط الخلافة العباسية ودمار بغداد.

ويجب أيضا الالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين لمعرفة الأحكام الشرعية حيال الفتن، قال تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83].

وأخيرا أين هم مناضلو قيادة المرأة للسيارة، ومناهضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشطاء الدعوات من أجل المسرح والسينما، والذين تسمح لهم ثقافاتهم الدينية العريضة بالتصدي لكل محاولة صادقة من العلماء تدعو الناس للتمسك بدينهم"، وأين هم أولئك "المدركون بعقولهم ما لا يفهمه المتنطعون من الدعاة"، أين هم أنصار التيار التغريبي المسمى اعتسافاً بالليبرالي، هل أدركوا اليوم كم كانوا مخطئين بحق الوطن، وهم يفتعلون المعارك الوهمية الداخلية، ويشغلون البلاد بعيداً عن الأخطار الحقيقية التي تتهددها؟! والتي تدفع البلاد ثمن فاتورتها الباهظة.

الآن، بعد أن اندفع الطائفيون من الحوثيين عبر الحدود، وحاولوا المس بأمننا، هل أدرك التغريبيون كم من مشكلة حقيقية لووا أعناق الناس عنها، وكم خطر لا ينتبهون إليه إلا بعد أن يحذر منه العلماء بسنوات؟ هل أدركوا إذ سكتوا بشكل مريب عن قضية فوضى البقيع التي أحدثها الطائفيون وحاولوا النيل من أمن البلاد في تلك البقاع الطاهرات . أين مقالاتهم من توعية الناس بحقيقة الأمر وعظم الخطب بعيدا عن التحليلات الكاذبة . إنهم ليسوا جديرين بأن يجسدوا قوة ردع ثقافية وإعلامية وفكرية لكل من يريد أن يهدد أمن هذه البلاد ويستبيح حماها؟

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمته وأن ينصر دينه وأن يديم علينا ديننا الذي هو عصمة امرنا وأمننا الذي به تصلح معايشنا كما نسأله أن يذل الشرك واهله إنه ولي ذلك والقادر عليه .
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.

الاثنين، 11 يناير 2010

شاعر يهجو الوزير القصيبي ويحصل على الرد

شاعر يهجو الوزير القصيبي ويحصل على الرد
قصيدة للشاعر خليفة إسماعيل بعنوان ' رسالة الاستقدامي الأخيرة ' والتي نشرت بجريدة الاقتصادية و ستجد أسفل القصيدة ردّ الدكتور الشاعر غازي القصيبي والذي ردّ عليه برد ساخن ونشرت
تعدى عمرك الستون عاماً لماذا لا تريح وتستريحُ
ألا يكفيك أشعاراً تغنىومجداً ذاب في عبق يفوحُ
ألا يكفيك مجدك منذ عهدالمصانع والمشافي والصروحُ
ترجّل يا حبيب الأمس واعلمبأن حصانكم هرم كسيح (1)
أبا الطيِّب أتانا منك يشكووعنترة أتى وكذا شريحُ
شكت منك الحجاز وضجَّ نجد ومجداً بالحسا أضحى جريحُ
وأنَّت من مكاتبكم ثكالى طواها الحزن لا تقوى تبوحُ
تصاريح يحيط بها صريخٌوما في أفقنا أمل يلوح
قرار بائس يلغي قراراًوآخر يائس ما فيه روح
توسَّط يا سهيل أباك أضحى يكاد بمجده تذروه ريح
وشعب قد أحب أباك دهراً يكاد بوجهه بغضاً يشيح
أبا يارا ترفق يا حبيبي ولا تهدم بمعولكم صروح
جميل أن يكون لكم طموحٌ على أن لا يكون به جموحُ
أنا لا أبتغي منكم وصالاً ولكني أخ لكموا نصوحُ
وهنا رد الدكتور غازي القصيبي والتي هي بعنوان ' دفق السلسبيل'
عَلام تنوحُ ؟! ويحك ! كم تنوحُ! أهمُّ في فؤادك أم قروحُ ؟
بل 'الفيزات' تطلُبها .. فتأبى كما يتمنّع الطيفُ المليحُ
تغازلُ طول ليلك حُسن 'فيزا'فلا يتهيَّأ الوصل المريحُ
وتحلم أن تكون هنا 'كفيلا'عمالته تضيق بها السفوحُ
فتطلُقهمْ ... وتجلسُ مستريحاًهمُ تعبوا .. وأنتَ المستريحُ!!
وتقبضُ ما تيسَّر كلَّ شهرٍوذلك عِندك السهمُ الربيحُ
وفي 'نقل الكفالة' .. مغرياتٌ يسيل لها لعابك .. أو يسيحُ
وتنسى دونما خجلٍ .. شباباً يسدُّ دروبهم شبحُ قبيحُ
يعانون البطالة .. دُونَ ذنبٍ لأنَّ 'قطاعك' الضرعُ الشحيحُ
هم الأوْلى بحبّك .. يا صديقي ومدحِك ... أيها الفَطِنُ الفصيحُ!
نذرتُ لهم شبابيَ .. ثم ولىَّ فقلت 'فِداكمُ' العمرُ الذبيحُ
وناديتُ الكهولة َ.. فاستجابتْ وفي الإيمانِ .. بَعْد الروحِ .. روحُ
وأقسم با الذي أغنى وأقنى لخدمتهمْ لديَّ هي الطموحُ
وأعجب من هجاءٍ ضمَّ نصحاًولكن طالما جَهل النصيحُ!
سأبقى هاهنا .. ما شاء ربّي مكانيَ لا أريمُ ولا أروحُ!
تذكّرْ قول صاحبنا قديما:ًتسيرُ بغير ما ترجوه ريحُ!

و من يؤت الحكمة فقد أوتي شيئاً عظيما

يقول أحد الأشخاص

توجهت إلى حكيم لأسأله عن شيء يحيرني ..؟

فسمعته ً يقول :

" عن ماذا تريد أن تسأل؟ "

قلت :

" ما هو أكثر شيء مدهش في البشر؟ "

فأجابني :

" البشر! يملّون من الطفولة ، يسارعون ليكبروا ، ثم يتوقون الى ان يعودوا أطفالاً ثانيةً "

" يضيّعون صحتهم ليجمعوا المال ، ثم يصرفونه ليستعيدوا الصحة "

" يفكرون بالمستقبل بقلق ، وينسَون الحاضر، فلا يعيشون الحاضر ولا المستقبل"

" يعيشون كما لو أنهم لن يموتوا أبداً ، ويموتون كما لو أنهم لم يعيشوا أبداً "

مرّت لحظات صمت ....

ثم سألت :

" ما هي دروس الحياة التي على البشر أن يتعلّموها...؟ "

فأجابني:

" ليتعلموا أنهم لا يستطيعون جَعل أحدٍ يحبهم، كل ما يستطيعون فعله هو جَعل أنفسهم محبوبين "

" ليتعلموا ألاّ يقارنوا أنفسهم بآخرين "

" ليتعلموا التسامح ويجرّبوا الغفران "

" ليتعلموا أن الإنسان الأغنى ليس من يملك الأكثر، بل هو من يحتاج الأقل"

" ليتعلموا أن هناك أشخاصا يحبونهم جداً ولكنهم لم يتعلموا كيف يظهروا أو يعبروا عن حبهم"

" ليتعلموا أن شخصين يمكن أن ينظرا إلى نفس الشيء ويَرَيَانِه بشكلٍ مختلف"

" ليتعلموا أنه لا يكفي أن يسامح أحدهم الآخر، لكن عليهم أن يسامحوا أنفسهم أيضاً "

ليتعلموا

أن لا يحكموا على شخص من مظهره

أو مما سمعوا عنه

بل

عندما يعرفونه حق المعرفة

الجدار الفولاذي

الجدار الفولاذي

السبت 16 محرم 1431 الموافق 02 يناير 2010

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

برقية من غَزَّةَ الْأَبِيَّةِ إلى الأُمَّةِ العربية...



ما دام رَبِّي ناصِرِي ومَلَاذِي

فسأستعينُ به على الفُولاذِ



وسأستعين به على أوهامِهِم

وجميعِ ما بذلوه لاسْتِحْوَاذِ



قالوا: الجدارُ، فقلت: أَهْوَنُ عِنْدَنَا

من ظُلمِ ذي القربى وجَوْرِ مُحاذي



قالوا: مِنَ الفولاذ، قلتُ: وما الذي

يعني، أمام بُطُولَةِ الأفذاذِ؟



أنا لا أخاف جِدَارَهُم، فَبِخَالِقِي

مِنْهُمْ ومما أبْرموه عِياذي



أقسى عليّ من الجدار عُرُوبةٌ

ضَرَبتْ يديّ بسيفها الحذّاذِ



رسمتْ على ثَغْرِ الجِرَاحِ تَسَاؤُلاً

عن قُدْسنا الغالي وعن بغْذاذ



عن غزّة الأبطالِ، كيف تحوّلتْ

سِجْنًا تُحَاصِرُهُ قلوبُ جِلَاذِي!



ما بالُ بعضِ بني العروبةِ، قدّموا

إنقاذَ أعدائي، على إنقاذي؟!!



عهدي بشُذّاذِ اليهودِ هم العدا

فإذا بهم أعْدى من الشُّذاذ!



أو ما يخاف اللهَ مَنْ يقسو على

وَهَنِ الشُّيُوخِ ورِقَّةِ الْأَفْلَاذِ؟!



أين القرابةُ والجوار، وأين مَنْ

يَرْعَى لَنَا هَذَا، ويحفظ هَذِي؟



يا أمةَ الإسلام، يا مِلْيَارَهَا

أوما يَجُودُ سَحَابُكُمْ بِرَذَاذِ؟!



قولوا معي للمُعْتَدِي وعَمِيلِهِ

ولمن يعيش طَبِيعَةَ الْإِخْنَاذِ:



يَهْوِي الجدارُ أمام همّةِ مُصْعَبٍ

وأمام عَزْمِ مُعَوّذٍ ومُعَاذِ

السبت، 9 يناير 2010

مَنْ ذَا أَغْضَبَ الْجَلِيلَ؟؟

مَنْ ذَا أَغْضَبَ الْجَلِيلَ؟؟

عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : سمعتُ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ ، تَغْدُو خِمَاصاً وَتَرُوحُ بِطَاناً )) رواه الترمذي ، وَقالَ : (( حديث حسن )) .

روي عن الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَرَجِ الرِّيَاشِيَّ أنه قال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ قُرَيْبٍ الأَصْمَعِيَّ، يَقُولُ: " أَقْبَلْتُ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْبَصْرَةِ فَبَيْنَا أَنَا فِي بَعْضِ سِكَكِهَا إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ جِلْفٌ جَافٍ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ، وَبِيَدِهِ قَوْسٌ، فَدَنَا وَسَلَّمَ، وَقَالَ: مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟ فَقُلْتُ: مِنْ بَنِي الْأَصْمعِ، فَقَالَ لِي: أَنْتَ الْأَصْمَعِيُّ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ ؟ قُلْتُ: مِنْ مَوْضِعٍ يُتْلَى كَلَامُ الرَّحْمَنِ فِيهِ، قَالَ: أَوَ لِلرَّحْمَنِ كَلَامٌ يَتْلُوهُ الْآدَمِيُّونَ ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: أَتْلُ عَلَيَّ شَيْئًا مِنْهُ، فَقُلْتُ: انْزِلْ مِنْ قَعُودِكَ، فَنَزَلَ وَابْتَدَأْتُ بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ ذَرْوًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22]
قَالَ الْأَعْرَابِيُّ: هَذَا كَلَامُ الرَّحْمَنِ ؟ قُلْتُ: إِي وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ إِنَّهُ لَكَلَامُهُ أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: حَسْبُكَ، فَقَامَ إِلَى نَاقَتِهِ فَنَحَرَهَا بِسَيْفِهِ، وَقَطَّعَهَا بِجِلْدِهَا وَقَالَ: أَعِنِّي عَلَى تَفْرِقَتِهَا، فَوَزَّعْنَاهَا عَلَى مَنْ أَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، ثُمَّ كَسَّرَ سَيْفَهُ، وَقَوْسَهُ، وَجَعَلَهَا تَحْتَ الرَّمْلَةِ، وَوَلَّى مُدْبِرًا نَحْوَ الْبَادِيَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] يُرَدِّدُهَا فَلَمَّا تَغَيَّبَ عَنِّي فِي حِيطَانِ الْبَصْرَةِ، أَقْبَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَلُومُهَا ، وَقُلْتُ: يَا أَصْمَعِيُّ، قَرَأْتَ الْقُرْآنَ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً وَمَرَرْتَ بِهَذِهِ وَأَمْثَالِهَا وَأَشْبَاهِهَا فَلَمْ تَتَنَبَّهْ لَمَّا تَنَبَّهَ لَهُ هَذَا الأَعْرَابِيُّ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ لِلرَّحْمَنِ كَلامًا.
فَلَمَّا قَضَى اللهُ مِنْ أَمْرِي مَا أَحَبَّ ، حَجَجْتُ مَعَ هَارُونَ الرَّشِيدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا سمعنا بِهَاتِفٍ يَهْتِفُ بِصَوْتٍ رَقِيقٍ: تَعَالَ يَا أَصْمَعِيُّ ، تَعَالَ يَا أَصْمَعِيُّ، قَالَ فَالْتَفَتُّ، فَإِذَا أَنَا بِالأَعْرَابِيِّ مَنْهُوكًا مُصْفَرًّا ، فَجَاءَ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، وَأَخَذَ بِيَدِي وَأَجْلَسَنِي وَرَاءَ الْمَقَامِ ، فَقَالَ: اتْلُ مِنْ كَلامِ الرَّحْمَنِ ذَلِكَ الَّذِي تَتْلُوهُ فَابْتَدَأْتُ ثَانِيًا بِسُورَةِ الذَّارِيَاتِ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى قَوْلِهِ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] صَاحَ الأَعْرَابِيُّ، وَقَالَ: قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا أَصْمَعِيُّ، هَلْ غَيْرُ هَذَا لِلرَّحْمَنِ كَلامٌ ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا أَعْرَابِيُّ، يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } [الذاريات: 23]: فَصَاحَ الأَعْرَابِيُّ عِنْدَهَا وَقَالَ: يَا سُبْحَانَ اللهِ، مَنْ ذَا أَغْضَبَ الْجَلِيلَ حَتَّى حَلَفَ ؟ أفَلَمْ يُصَدِّقُوهُ بِقَوْلِهِ حَتَّى أَلْجَؤُوهُ إِلَى الْيَمِينِ قَالَهَا: ثَلاثًا وَخَرَجَتْ نَفْسُهُ. من كتاب شعب الإيمان للبيهقي
عليك بتقوى الله إن كنت غافـلا *** يـأتيك بالرزق من حيث لا تدري
فكيف تخاف الفقر والله رازقــا *** فقـد رزق الطير والحوت في البحر
من ظن إن الرزق يــأتي بقـوة *** مــا أكل العصفور شيئا مع النسر
تزود من التقى فانك لا تــدري *** إذا جن عليك الليل هل تعيش للفجر
فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا ***وأكفانه في الغيب تنسج وهو لا يدري
وكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من مريض عاش حين من الدهر
فمن عاش ألفـــا وألفــين *** فلا بــد من يوم يسير فيه إلى القبر

« اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِى أَنْتَ الْحَىُّ الَّذِى لاَ يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالإِنْسُ يَمُوتُونَ ». صحيح مسلم

الثلاثاء، 5 يناير 2010

ماذا تعرف عن أبيار علي؟؟

أبيار علي
أظن أن الجميع يعرف المدينة المنورة ولعل بعضنا يعرف أبيار علي، وهي ميقات أهل المدينة المنورة الذي ينوي عنده ويحرم من أراد منهم الحج أو العمرة، وكانت تسمي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ذي الحليفة
ولعل البعض يظن أنها سميت أبيار علي نسبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهذا غير صحيح
والصحيح أنها سميت بذلك نسبة لعلي بن دينار.
وعلي بن دينار هذا جاء إلي الميقات عام 1898م حاجاً ( أي منذ حوالي مائة عام )، فوجد حالة
الميقات سيئة، فحفر الآبار للحجاج ليشربوا منها ويُطعمهم عندها، وجدد مسجد ذي الحليفة،
ذلك المسجد الذي صلي فيه النبي وهو خارج للحج من المدينة المنورة، وأقام وعمّر هذا المكان،
ولذلك سمي المكان بأبيار علي نسبة لعلي بن دينار .
أخي الحبيب
أتدري من هو علي بن دينار هذا؟
إنه سلطان دارفور . تلك المنطقة التي لم نسمع عنها إلا الآن فقط لما تحدث العالم عنها، ونظنها أرضاً جرداء قاحلة في غرب ا لسودان، كانت منذ عام 1898م وحتى عام 1917م سلطنة مسلمة، لها سلطان اسمه علي بن دينار.. وهذا السلطان لما تأخرت مصر عن إرسال كسوة الكعبة أقام في مدينة الفاشر (عاصمة دارفور ) مصنعاً لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من الفاشر عاصمة دارفور.

هذه الأرض المسلمة تبلغ مساحتها ما يساوي مساحة جمهورية فرنسا، ويبلغ تعداد سكانها 6ملايين نسمة، ونسبة المسلمين منهم تبلغ 99% ( والذي لا تعرفونه عنها أن أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل موجودة في بلد مسلم، هي نسبتهم في دارفور، إذ تبلغ هذه النسبة ما يزيد عن 50% من سكان دارفور، يحفظون القرآن عن ظهر قلب، حتى أن مسلمي أفريقيا يسمون هذه الأرض 'دفتي المصحف'. وكان في الأزهر الشريف حتى عهد قريب رواق اسمه 'رواق دارفور'، كان أهل دارفور لا ينقطعون أن يأتوه ليتعلموا في الأزهر الشريف .

أخي الحبيب
وأصل المشكلة هناك في دارفور أنها ارض يسكنها قبائل من أصول عربية تعمل بالزراعة،
وقبائل من أصول إفريقية تعمل بالرعي. وكما هو الحال في صحراوات العالم أجمع.. يحدث النزاع
بين الزراع والرعاة علي المرعى والكلأ، وتتناوش القبائل بعضها مع بعض في نزاع قبلي بسيط،
تستطيع أي حكومة أن تنهيه بسرعة، غير أن هذا لم يحدث في السودان، بل تطور الأمر لما تسمعونه وتشاهدونه الآن
ولكن لماذا كل هذا؟

لأن السودان هي سلة الغذاء في إفريقيا، لأن السودان هي أغني وأخصب أراضي العالم في الزراعة،
لأن السودان اُكتشف فيها مؤخراً كميات هائلة من البترول، ومثلها من اليورانيوم في شمال دارفور،
ولهذا لم يرد أعداء الإسلام لهذه المنطقة أن تنعم بالاستقرار، ولا أن تعتمد علي نفسها، فماذا يفعلون؟
يشعلون النزاعات في أنحاء البلاد ليصلوا بالأمر إلى تقسيم هذه الأرض إلي أربع دويلات.. دولة في الغرب (تسمي دارفور) ودولة في الشرق، ودولة في الجنوب ودولة في الشمال (في جنوب مصر).
لقد نفذوا خطتهم هذه فعلاً في الجنوب، ودبّ النزاع بين الشمال والجنوب، وأقروا أن حق تقرير
المصير بانفصال أهل الجنوب سينفذ بعد خمس سنوات من الآن. وبعد أن تم لهم ما أرادوه في الجنوب، التفتوا إلى الغرب وأشعلوا فيه نار الفتنة والخلاف، سعياً وراء حق تقرير المصير هناك أيضاً، ومن المؤكد أن ا لنزاع سيصل إلى الشرق عن قريب .
اخي الحبيب
أعرفت الآن لماذا يذهب كارتر رئيس مجلس الكنائس العالمي إلى الجنوب دائماً؟
أتدرون أن 13 وزيراً من وزراء أوروبا وأمريكا ذهبوا إلى دارفور في الثلاثة شهور الأخيرة فقط؟
وأن آخر زوار دارفور وزير الخارجية الأمريكي؟

والله لو أن كل مسلم من المليار مسلم تبرع بجنيه واحد.. لأصبحت السودان جنة من جنات الأرض ولكن ما من تحرك ولا تفاعل ولا حتى شجب أو استنكار، بل تقاعسٌ وصمتٌ رهيبٌ ولا حول ولا قوة إلا بالله .


تلكم يا إخوتي هي قصة دارفور، الأرض الغالية، صاحبة أعلى نسبة من حملة كتاب الله عز وجل،
التي تبلغ نسبة المسلمين فيها 99%، أرض كانت في يوم من الأيام سلطنة إسلامية، لها سلطان
عظيم اسمه علي بن دينار، يكسو الكعبة ...