الجمعة، 22 يناير 2010

الحوثيون من هم ؟ ولماذا نحاربهم ؟؟

الحوثيون من هم ؟ ولماذا نحاربهم ؟؟


خطبة جمعة للشيخ


عبدالله بن محمد آل يحيى الغامدي
إمام وخطيب جامع خديجة بغلف بجدة حي النسيم

الحمد لله، شرح صدور أوليائه للإيمان والهدى، وطبع على قلوب أقوام فلا تعي الحق أبداً، من يهدِ الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . أحمده سبحانه وأشكره، جابر الكسير، وميسر العسير، ومجيب النداء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أكرم رسول، وأشرف عبدٍ، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد فاتقوا الله تعالى وراقبوه، واعبدوه حق عبادته، واشكروا نعمه، فقد تكفّل بالمزيد لمن شكر، وخافوا مقامه، واحذروا بطشه كل الحذر، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال].

أيها المسلمون : أصبحت قصة الحوثيين قاسمًا مشتركًا في معظم وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، وهي من القصص التي تتضارب فيها التحليلات، وتختلف التأويلات، وتضيع الحقيقية بين مؤيِّد ومعارض، ومدافع ومهاجم!

فمن هم الحوثيون ؟ ومتى ظهروا؟ وإلى أي شيء يهدفون؟ ولماذا نحاربهم ؟

أيها الإخوة : وقبل البدء في الحديث لابد من بيان أن أهل السنة- بحمد الله- يتميزون بمواقفهم التي لا تغيرها الأحداث مها عظمت، ولا تبدلها الخطوب مهما ادلهمت، وذلك لأنها مستمدة من كتاب ربهم وسنة نبيهم.

أهل السنة : في موافقهم ليسوا كغيرهم مِن مَن تخضع مواقفهم للـتأثيرات الحزبية والمطامع الدنيوية، بل يمضون بخطىً ثابتة، وسير متزن واثقون من سلامة منهجهم, ومتأكدون من صحة معتقدهم. فحكمهم على الجماعات والأشخاص والأحداث والنوازل يتم وفق معيار قويم، وميزان سوي، ومقياس لا عوج فيه. فميزانهم الذي يزنون به كل ما ينبغي أن يوزن، من فئة أو طائفة أو جماعة أو حدث، هو ميزان الوحيين الشريفين والهديين النيرين.

أيها الإخوة
:الحوثيون هم أصحاب حركة تمرد شيعية تأسست في "صعدة" شمال اليمن.انشقت عن المذهب الزيدي.

تسير على نمط (حزب الله) في لبنان دينياً وسياسياً.
• يعتنقون أفكار وعقائد الشيعة الرافضة الاثني عشرية.
• ينتسبون إلى زعيم التمرد الأول حسين بدر الدين الحوثي .
• يسمون أنفسهم تنظيم ” الشباب المؤمن" .

وتتبنى هذه الحركة الفكر الشيعي الاثني عشرية ومنه :

•- الدعوة إلى "الإمامة" أي : إحياء فكرة الوصية للإمام علي رضي الله عنه، وأن الحكم لا يصح إلا في أبناء علي بن أبي طالب.
•- الترويج لفكرة الخروج، والإعداد لمواجهة نظام الحكم.
•- التحريض على لجم "السُّنيِّة" – ومرادهم أهل السنة -؛ لأن أهل السنة يوالون أبا بكر وعمر ويقدمونهما على علي.
•- تمجد الثورة الخمينية، وحزب الله في لبنان، وتعتبارهما المثال الذي يجب أن يحتذى به.
•- ويتبرؤون من الخلفاء الراشدين الثلاثة خصوصاً، والصحابة عموماً؛ لأنهم أصل البلاء الذي لحق بالأمة إلى اليوم! حسب اعتقادهم قاتلهم الله.
•يقول زعيمهم بدر الدين الحوثي: " أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم (أي: الصحابة) كونهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله"..
•وهم يدعون إلى سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعنون أمهات المؤمنين .
•يقول حسين الحوثي : " كل سيئة في هذه الأمة .. كل ظلم وقع لهذه الأمة ..وكل معاناة وقعت الأمة فيها .. المسئول عنها : أبو بكر وعمر وعثمان.وعمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها ".
•ويقول عن بيعة الصحابة لأبي بكر: " شرُّ تلك البيعة ما زال إلى الآن ".
•ويقول : ”إن مشكلة أبي بكر وعمر مشكلة خطيرة، هم وراء ما وصلت إليه الأمة، وهم وراء العمى عن الحل".
•ويقول: "السلف الصالح هم من لعب بالأمة، هم من أسس ظلم الأمة وفرق الأمة، لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن من يقول السلف الصالح يعني: أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية هم السلف الصالح، هذه أيضاً فاشلة!!!)..
•وهم يكنون عداءً خاصاً لعمر بن الخطاب الذي أطفأ الله على يديه نار المجوس .
•يقول الحوثي: "معاوية سيئة من سيئات عمر –في اعتقادي- ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر هو واحدة من سيئاته، وعثمان واحدة من سيئاته".

أيها الإخوة :إن المتتبع لهذه الطائفة يجدها قد تحولت من الزيدية إلى الاثنى عشرية وهذا واضح في :

إحياءهم ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، وإقامة المجالس الحسينية.
•إحياءهم ذكرى وفاة بعض الأئمة كجعفر الصادق ومحمد الباقر وعلي زين العابدين رضي الله عنهم.
•اتخاذهم جبلاً في مدينة صعدة, أطلقوا عليه اسم (معاوية), يخرجون إليه يوم كربلاء (عاشوراء) بالأسلحة المتوسطة والخفيفة, ويطلقون ما لا يحصى من القذائف.
•عرض بعض المحلات التجارية والمطاعم لأشرطة (المجالس الحسينية) المسجلة في إيران, وفيها أصوات العويل والندب والقدح في الصحابة.
•تبنيهم لمعتقدات الرافضة الاثني عشرية اجمالا كسب الصحبة وتكفيرهم وغيرها.
أيها الإخوة في الله : لقد استغلتالدولة الصفوية هذه الأوضاع الملتهبة لصالحها ولنشر مشروعها الطائفي الهادف إلى سيطرة النفوذ الرافضي على العالم الإسلامي .
ومما يدل على ذلك :
•عثور الجيش اليمني أثناء تمشيطه مواقع الحوثيين على مخازن أسلحة ورشاشات خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى "بعضها" إيراني الصنع.
•العثور على وثائق في المستشفى الإيراني في العاصمة صنعاء تدل على تورطها في عمليات تجسس ودعم مالي وعسكري للحوثيين، مما أدى لإغلاقه من قبل الحكومة.
الدعم الإيراني لإضطرابات جنوب اليمن المتزامنة مع عدد من حروب الحوثيين من أجل إضعاف الحكومة اليمنية وتشتيتها .
•توسيع الحوثيين لمسرح العمليات في الأيام الأخيرة بغية الوصول لساحل البحر الأحمر القريب من صعدة يؤكد التدخل الإيراني في هذا الصراع".
•تصريح عبد الله المحدون القائد الميداني السابق للتمرد الحوثي بمنطقة "بني معاذ" اليمنية، أن زعيم التمرد عبد الملك الحوثي يحارب لاستعادة "حضارة فارس" بدعم إيراني غير محدود.
•رفع شعارات التأييد لـ"حزب الله" اللبناني في بعض المراكز التابعة له، واعتباره مثلاً يحتذى به.
•طريقتهم في التعامل مع الحوثيين هي نفس طريقة بناء ما يسمى منظمات ”حزب الله“ في لبنان والكويت والبحرين، وغيرهم..
•دعم الصحف الإيرانية، وتصريحات مرجعيات الاثني عشرية في قم والنجف، التي تظهر موقفها المؤيد للحوثيين.
تبنت إيران ومنذ قيام الثورة الخمينية مبدأ تصدير الثورة الرافضية إلى الوطن العربي والعالم الإسلامي، وبذلت الدبلوماسية والسفارة الإيرانية في صنعاء جهدا مكثفا لاستقطاب أتباع المذهب الزيدي
•وجود مقاتلين في صفوف أتباع الحوثي من غير أتباعه، واكتشاف جثث لهم، واعتقال بعضهم.
•الأخبار التي تؤكد سماع مكالمات في صفوف الحوثيين باللغة الفارسية .
•الغضب الرافضي الشديد على الحرب الأخيرة ضد الحوثيين التي بدت في تصريحات وزير الخارجية الإيراني، وموقف نواب كتلة الوفاق الرافضية في البرلمان البحريني من قرار تأييد السعودية في حربها ضد الحوثيين.

وبعد أيها الإخوة فإن :

من أخطر الأفكار التي يؤمن بها الحوثي وأتباعه إيمانه بالمهدي في فكرته الرافضية، وإيمانه بضرورة التمهيد لعودة المهدي مع ما يصاحب ذلك من احتلال للحرمين الشريفين وتصفية أهل السنة والجماعة، والقضاء على الأنظمة السنية الحاكمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية. علما بأنه ظهر فيلم سينمائي في هذا الشهر (ذي القعدة 1430) لرافضي باكستاني في بريطانيا يُجسد :
إرهاصات ظهور مهدييهم من خلال مشاهد فيها صور تدنيس الكعبة بدماء من يُقتلون فيها، والفزع المصاحب لذلك
•في كتاب "عصر الظهور"، لمؤلفه الرافضي علي الكوراني العاملي، يؤكد فيه ورود أحاديث متعددة عن أهل البيت، تؤكد حتمية حدوث ما يصفه الكتاب بـ"ثورة اليمن الإسلامية الممهدة للمهدي عليه السلام، وأنها أهدى الرايات في عصر الظهور على الإطلاق". أما قائدها المعروف في الروايات التي أوردها الكتاب باسم "اليماني"؛ فتذكر رواية أن اسمه حسن أو حسين، من ذرية زيد بن علي، عليهما السلام. ويستشهد الكتاب ببعض الروايات التي تؤكد أن "اليماني" يخرج من قرية يقال لها "كرعة"، وهي قرية في منطقة بني خَوْلان، قرب صعدة .

وبناء على ماسبق فإن حكم أهل السنة على هؤلاء بما تقدم ذكره يقوم على عدة امور:

أولاً: أنهم دعاة فتنة وشر،يدعون إلى قتال من لم يكن معهم، وإلى محاربة من لم يوافق على معتقدهم.
ثانياً: استباحتهم للدماء ،وقتلهم الأبرياء، من الشيوخ والأطفال والنساء ،واغتيالهم للمشائخ والأعيان والأمناء.
ثالثاً: قطعهم الطريق ،وترويعهم لعابري السبيل.
رابعاً: غدرهم بالقرى، وأخذ أموال الناس بالباطل،ودخول بيوت الآمنين والتترس فيها.
خامساً: أنهم من أثمهم يظهرون ،الطعن والثلب في خير القرون.
سادساً: أنهم يحملون إلى جانب معتقد الرفض معتقد الخوارج في تكفير المسلمين .
سابعاً: خيانتهم لوطنهم،بتعاونهم مع أهل الفجور والظلم وما أعتدائهم الآخير الآثم على أراض الحرمين إلا دليل على مشروعهم الخبيث وأنى لهم ذلك والله غالب على أمره .
أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطئية فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .


:: الخطبة الثانية ::

الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد :
أيها الإخوة : وبعد أن عرفنا حقيقة الأمر وطبيعة الصراع وخبث القوم فإنّ من سبل المواجهة والتصدي
كشف عقائد الحوثية ، وكشف انحرافهم وبعدهم حتى عن الزيدية وأنهم أقرب إلى الشيعة الاثني عشرية الإمامية، وبيان التحوُّل الذي حدث لبدر الدين الحوثي من الفكر الزيديّ إلى الفكر الاثني عشري المنحرف.
•تأليف ونشر الكتب والرسائل والمطويات التي توضح عقيدة السلف والموقف الصحيح من الصحابة.
•بيان خطر التشيُّع في بلاد العالم الإسلامي، وأثر ذلك في تغيير عقائد المسلمين ، وتغيير خارطة العالم الإسلامي.
•تحصين أهل السُّنة بالعلم النافع الذي يحفظهم من السقوط في هاوية المعتقدات الفاسدة.
•تخصيص مواقع في الإنترنت لبيان معتقدهم, وخطورتهم.
•تذكير العالم أجمع بجرائم الرافضة في التاريخ الإسلامي, وما فعلوه في الجزيرة في التاريخ المعاصر, وأنهم عبارة عن طابور خامس.
•إبراز البعد العقدي في القضية، وأن المسألة ليست مسألة حقوق وحدود، والتأكيد على أن البعد العقدي هو المحرك لمعظم الحروب حتى الحروب التي تنشأ بين الكفار أنفسهم .
•الرد على الشُّبهات التي يثيرها هؤلاء هنا وهناك، من أنهم مظلومون أو أنهم لا يفكرون بقيام دولة رافضية.

أيها المسلمون، إن مسؤولية مواجهة هؤلاء الضالين ليست على رجال الأمن وحدهم، ولكنها مسؤولية الجميع، كلٌّ حسب موقعه.

إن الإحساسَ بالخطر على الدين والأهل والديار والفرقة والفوضى هو الأمر الذي يجب أن يستشعره الجميع؛ ليكونوا أكثر يقظةً وحذرًا ونباهةً، ولتكون التصرّفات أكثر وعيًا وحِكمة لما يُحاك ضدّ هذه الأمة ودينها وأهلها وأمنها وولاة الأمر فيها.

يجِب أن نتعاون جميعًا حكامًا ومحكومين علماءَ وعامة مفكِّرين وقادة على التصدّي لهذا الخطر العظيم. يجب تعليم الناس خطورة هذه الفرقة وهذا الحزب وهذه الطائفة الذين يُحسنون الجعجعة
والمفرقعات الكلامية كسبا لعواطف الأمة، ومن ثمَّ ترويجهًا للمشروع الرافضي الذي كان سببا في سقوط الخلافة العباسية ودمار بغداد.

ويجب أيضا الالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين لمعرفة الأحكام الشرعية حيال الفتن، قال تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83].

وأخيرا أين هم مناضلو قيادة المرأة للسيارة، ومناهضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشطاء الدعوات من أجل المسرح والسينما، والذين تسمح لهم ثقافاتهم الدينية العريضة بالتصدي لكل محاولة صادقة من العلماء تدعو الناس للتمسك بدينهم"، وأين هم أولئك "المدركون بعقولهم ما لا يفهمه المتنطعون من الدعاة"، أين هم أنصار التيار التغريبي المسمى اعتسافاً بالليبرالي، هل أدركوا اليوم كم كانوا مخطئين بحق الوطن، وهم يفتعلون المعارك الوهمية الداخلية، ويشغلون البلاد بعيداً عن الأخطار الحقيقية التي تتهددها؟! والتي تدفع البلاد ثمن فاتورتها الباهظة.

الآن، بعد أن اندفع الطائفيون من الحوثيين عبر الحدود، وحاولوا المس بأمننا، هل أدرك التغريبيون كم من مشكلة حقيقية لووا أعناق الناس عنها، وكم خطر لا ينتبهون إليه إلا بعد أن يحذر منه العلماء بسنوات؟ هل أدركوا إذ سكتوا بشكل مريب عن قضية فوضى البقيع التي أحدثها الطائفيون وحاولوا النيل من أمن البلاد في تلك البقاع الطاهرات . أين مقالاتهم من توعية الناس بحقيقة الأمر وعظم الخطب بعيدا عن التحليلات الكاذبة . إنهم ليسوا جديرين بأن يجسدوا قوة ردع ثقافية وإعلامية وفكرية لكل من يريد أن يهدد أمن هذه البلاد ويستبيح حماها؟

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعلي كلمته وأن ينصر دينه وأن يديم علينا ديننا الذي هو عصمة امرنا وأمننا الذي به تصلح معايشنا كما نسأله أن يذل الشرك واهله إنه ولي ذلك والقادر عليه .
صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق