الاثنين، 20 يوليو 2009

حدائق الخير


من صام يومًا في سبيل الله
باعد الله عنه جهنم 70 عامًا
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات
كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة
من قال سبحان الله العظيم وبحمده
غرست له نخلة في الجنة
من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء
من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم 100 مرة
كانت له عدل 10 رقاب وكتبت له 100 حسنة ومحيت عنه 100 سيئة وكانت له حرزا من الشيطان ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه
من قرأ قل هو الله أحد 10 مرات
بني له بيت في الجنة
من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين
كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة
من قرأ قل هو الله أحد
فكأنما قرأ ثلث القرآن
من قال سبحان الله وبحمده في يوم 100 مرة
حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
من صلّى على محمد ( صلى الله عليه وسلم) مرة واحدة
صلى الله عليه بها عشرًا
من توضأ فأحسن الوضوء ثم ركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه
غفر له ما تقدم من ذنبه
من صلى البردين ( الفجر والعصر)
دخل الجنة
ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة
إلا بنى الله له بيتًا في الجنة
عمرة في رمضان
تعدل حجة أو حجة مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)
من فطر صائمًا
كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا
من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال
كان كصيام الدهر
من قال لا حول ولا قوة إلا بالله
حصل على كنز من كنوز الجنة
من قال رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد (صلى الله عليه وسلم) نبيًا ورسولاً
وجبت له الجنة وحق على اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ
من شهد جنازة حتى دفن الميت
فله جبلان عظيمان من الثواب
من قرأ حرفًا واحدًا من كتاب الله
فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها
من مسح على شعر يتيم
نزلت الذنوب من بين أصابعه
من ستر مسلمًا أو مسلمة
ستره الله في الدنيا والآخرة
من نفس كربة عن أخيه
نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة
من قال سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ لا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ مَا شَاءَ اللهُ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ حِينَ يُصْبِحُ وحين يُمْسِيَ
حُفِظَ حَتَّى يُمْسِيَ وحَتَّى يُصْبِحَ
من قرأ آيَةَ الْكُرْسِيِّ قبل نومه
لا يزال عَلَيْه مِنَ اللهِ حَافِظٌ حَتَّى يصْبِح
منقول من مدونة عبدالمحسن الزهراني جزاه الله خير الجزاء

الأحد، 19 يوليو 2009

من عوفي فليحمد الله

ما هي الصحة النفسية What is mental health؟


إنها كيفية شعورك تجاه نفسك
· كيفية شعورك تجاه الآخرين
· كيفية مواجهتك مطالب الحياة

ميزات ذوي الصحة النفسية
· انهم يشعرون تجاه أنفسهم بارتياح ورضى وسرور
· لا تهدمهم عواطفهم - (مخاوفهم وغضبهم ومحبتهم وحسدهم وشعورهم بالجرم وقلقهم)
· يسيرون غير متأثرين بها يصادفهم من فشل في الحياة
· انهم متسامحون ومتساهلون مع أنفسهم ومع الآخرين
· لا يقللون من أهميه مقدرتهم ، كما انهم لا يقدرونها اكثر مما هي عليه
· يتقبلون أخطاءهم وتقصيراتهم
· يحترمون أنفسهم
· يشعرون بأنهم قادرون على مجابهة معظم ما يعترض طريقهم في الحياة
· ينالون الرضى من مباهج بسيطة يومية
مواقف ذوي الصحة النفسية
· يتخذون موقفا صوابيا صحيحا تجاه الآخرين
· يوطدون مع الآخرين علاقات شخصية حسنة ومرضية وثابتة
· ينتظرون أن يثقوا بالآخرين ويحبونهم ويتأكدون أن الآخرين يحبونهم بدورهم ويثقون بهم
· يحترمون الفروق التي يجدونها بين الاخرين
· لا يضايقون الآخرين ولا يسمحون للآخرين بأن يضايقوهم
· يشعرون بأنهم جزء من الجماعة
· يشعرون بالمسؤولية تجاه جيرانهم وإخوانهم في البشرية
مجابهتهم للأمور
· يتمكنون من مجابهة مطالب الحياة
· يحلون مشاكلهم بأنفسهم كلما ظهرت
· يتحملون مسؤولياتهم
· يؤثرون على بيئتهم إذا قدروا ويكيفون أنفسهم لها إذا رأوا ذلك ضروريا
· يضعون الخطط للمستقبل ولا يخافونه
· يرحبون بالأفكار والاختبارات الجديدة
· يستخدمون قواهم ومواهبهم الطبيعية
· ينصبون لأنفسهم أهدافا حقيقية عملية
· يقدرون على التفكير بأمورهم واتخاذ القرارات اللازمة بأنفسهم
· يعملون باجتهاد في كل عمل يقع بين أيديهم ويجدون اللذة والرضى في القيام بذلك العمل.
مع اطيب التمنياتالدكتورة عيون المها

الأربعاء، 15 يوليو 2009

عزاء للأمة في وفاة أحد ورثة الأنبياء

أحسن الله عزاء كل مسلم في وفاة فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين
أبدله الله داراً خيراً من داره و أهلاً خير من أهله و أسكنه فسيح جناته
و عوض الأمه عنه خيرا.
إن العين لتدمع و إن القلب ليحزن، و ما نقول إلا ما يرضي ربنا.
إنا لله و إنا إليه راجعون.
إمضاء
أبو ياسر

على هامش حقوق المرآة

بقلم الدكتورة : ليلى صالح عزوز
‏باللهجه الحجازية الجميلة
ما يرفع ضغطي شَي زَي كلمة حقوق المرأة .. وبالذات في السعودية .وهادي المشكلة طلعت متى؟ بعد 11 سبتمبر .... سبحان الله .. يعني كانوا من ألف وأربعمية سنه نايمين .. وفجأة كده صحيوا وقالوا: وه ياندامة .. إيش هادا؟ أتْـرِنُّو إحنا لنا حقوق؟! مادام كده ... الإنتخابات البلدية ليه ما نشارك فيها؟ وليه ما نروح هناك ونرقع بالصوت؟
يا أختي حلال عليكم البلدية كلها .. يعني إيش تبغوا تسووا؟ تحطوا ضوابط إصدار الرخص لمحلات الحلاقة مثلا؟ والا تناقشوا سفلتة الشارع اللي يودي على بيت أم إبتسام؟ والا ليه الشارع الفلاني ما فيه كوفيرة مغربية وكل اللي فيه مصريات؟ يا أختي ريِّحي راسك .. اذا كثير من الرجال ما سوُّوا حاجه ... بالله عليكي حتسيبي بيتك وعيالك وشغلك ... عشان تناقشي مشروع إنتخابي؟ هادا من تمام الفضاوه..
طيب قولوا لوحْدَه زواج أختها الليلة: بلاش تروحي للكوفيره اليوم يا مدام وتعالي نناقش حقوق المرأة أو نحضر المجلس البلدي و نتخذ قرارات مهمة .. وأترك لكم جوابها .. إيش يكون
أما عن حقوق المرأة في السعودية .. فيا سيدي الست هنا لها حقوق وواجبات ما تتنازل عنها. مثلا: في بلدان كثير عربيه وأوروبيه تلاقي شحط طويل عريض جالس في الباص ...وقدامه وحده في الشهر التاسع واقفه على رجولها وشايله طفل تاني على كتفها .... إن الشحط يتحرك؟ .. أبدا...إن الثور يحس؟ ......لايمكن. لكن هل يمكن يحصل هادا في السعودية؟ أبدا .. واللي يبغى يجرب.... الطريق قدامو .... يا عمي العملية كلها دلع حريم في دلع حريم ... رايح أعطيكم بعض الأمثلة وقولوا لي مين اللي آخِد حقُّوقه بالكامل وزياده؟ وهل عندنا المرأة متساوية مع الرجل .. والا هي أحسن مِنُّو؟
قال حقوق المرأة .. قال.
منظر عام
رجال محترمين زي الورد واقفين أمام صراف في بنك .. وتِجي أختنا في الله (اللي يقولو إنها مهضومة الحقوق)تتقدم للصراف مباشرة ولا على بالها من الرجال اللي واقفين من ساعات .. وبعضهم مستأذنين من عملهم. طيب ليه ما توقِّف تِمسك سِرا ورا عشرين بنغالي... وثلاثين باكستاني... وخمسين سعودي... واثنين معقبين معاهم شوية فواتير مقاس إكس لارج .. وإذا أحد كلمها وقال لها أتفضلي يا أختي ترد عليه وتقول: لا، معليش. المرأة زَيّ الرجال .... خليني في الطابور .... زَيِّي زيكم؟! .... ليش ما تقول كده؟! ... والا هي تماحيك وبَس! ونفس المنظرفي الجوازات .... والأحوال ... والتأمينات .. ويقدر أحد... يقول إنه من ظهر أبوه .... يفتح فمُّه؟ ... على طول يسمع العبارة الشهيرة ... ( عيب عليك .... إنت ماتستحي؟ .. هذه حرمة...إنت ما عندك أهل))! ...ويضطرالراجل إنُّه ينكتم ويسكت .. بل إن المرأة تشفع للراجل جوزها عشان يتقدم على الرجال الباقين. في المطار .. مثلا .. ما تشوفهم يطلِّعوا العوايل أوَّل .. وبعدين بقية الركاب؟
قال حقوق المرأة ... هه!
اقتصاديا
شوف الراجل.. السبع... الغضنفر.. المفتري...له ثوبين أوثلاثة في السنة .. يروح بها العمل، ويحضر بها عزايم وزواجات، ويقابل بها كبار المسؤولين، الخ، الخ، الخ.والمرأة بسلامتها .. بقيمة أدوات مكياجها فقط. تقدر تفتح محل خياطة رجالي محترم. ويا ريت تحط من مكياجها في البيت.. لأ. دا بَس للخروج ... وقيمة صباع روج والا علبة بودرة تساوي قيمة جوال جوزها .. وكمان ازيدك من الشعر قصر .. مو بيت .. من حقوقها فستان لكل فرح. و مكياج. و كوفيرة..وجزمة..وشنطه. وكمان خُدوا هادي .. سابع بنت عمي. ملكة أخت جارتنا . ولازم هدية. والرجل يدفع .مو مهم الفلوس جات من فين .. المهم يدفع .. والدنيا ممكن تنقلب على الراجل واللي خَلَّفوه علشان موضوع (مهم وحيوي زي كده).
قال إيه! حقوق المرأة.
نفسيا
الزوج مطالب يكون أربعة وعشرين ساعة رومنسي ومبتسم، ولا يبقى جلف وإبن ستين في سبعين. ويعني إيه عنده مشاكل في العمل؟! والا أقساط متأخره؟! والا فواتير؟! والا مقاضي ما يعرف كيف يجيبها؟! مو مهم ..واجب عليه إنه يرجع من العمل للبيت مروِّق ومبسوط وبَس ... كإنه كان في شرم الشيخ مصيف مع نانسي عجرم .. ((مجرد مثل .. تف .. بره وبعيد)) ....والست بسلامتها من ساعة ما يرجع من عملو .. وقبل ما يفصخ حوايجو: شوف بزورتك، (لاحظوا .. بزورتك) طفَّشوني .. إيش رأيك نغير غرفة النوم؟ التلفون ما فيه حراره ... جاتني رساله على الجوال يقولوا الفاتوره طلعت .. أَلحق سّدِّدو قبل ما يوقفوه عن الخدمه ... ... ... ... ومع هادا كُّلو ...لازم يبقى رومانسي.
بينما هي وبكل سهولة تصحى بسلامتها في الظُهر...وتجد الكارثة الكبرى....يوه ...ما عندنا صلصه...وبكل رقة تتصل...ألو ألو ...أبو خالد موجود؟ ممكن أكلمه لو سمحت؟ ألو .. إيوه... أنا .. حتكون مين يعني؟... المهم ... جيب معاك غدا ... ماهو إنت يا فالح نسيت تجيب صلصه معاك أمس. ولإنه مو فاضي.. و قرفان من العمل.. يصدق المسكين إنه هو إللي نسي ويقول بكل شجاعة ..... طيب.
وفوق هذا كله آخر السنه: طفشانه ....فين حتودينا ...والله بنت خالتي راحت أمريكا .. وبنت عمي ما تصيف إلا فْ أوروبا.... يا عيني علينا إللي ما نروح غير يا مصر... يا سوريا ... والسنة اللي غيَّرنا فيها ... رحنا ماليزيا.
وفي رمضان: تعبت ....أوف .....إنت داري عن حاجه؟ أنا أبغى خدامة... أنا خلااااااااص .. ومن ثالث يوم رمضان .....مقاضي العيد من جده ...أختي جابت ملابس لها ولعيالها .. إيش أقولَّك بس ... وخُد مشاوير لليييييييييييل ... والراجل المسكين لما ينزل السوق مع مرته ما يقدر يشتري ولااااا شَي لنفسو، لأنو طول الوقت ماشي وراها من دكان لدكان، وشايل زنابيل إلين ما كتفو يتخلع. وهي تطالع فيه وهو يتطوَّح من ثقل الزنابيل .. ولا تقول لُو فزعه .. حتى لو بالكِدِب. وآخرتها بعد ما يرجع البيت تقول لو إنها لِسَّه ما أشترت ملابس العيد!!!!!! وإذا فكَّر ينزل السوق لحالو عشان يشتري شي لنفسو ... على طول يكون مشبوه .. إيش ينزلك لوحدك وسط الحريم؟ .. طيب إنت مو كنت معايا في السوق .. أحد قال لك لا تشتري؟
قال إيه؟ ... حقوق المرأة.
شرعا
المرأة لها حظ من أبوها .... وحظ من زوجها .. هادا غير أمها .. وأخوانها ... وأبناءها .. والراجل مطالب إنو هواللي يصرف عليها مهما كان عندها فلوس.
وثانيا: الرجال لازم يروحوا للمسجد خمس مرات في اليوم .. جمع وجماعات .. حر وبرد .. ليل وصبح .. لازم يروحوا ... بينما الست تصلي تحت المكيف ... في غرفتها... وأجرها زي الرجال تماما .... ياعيني .. يا عيني ..والله الإسلام أعطاكم كتير .... وياريتو يِبان فيكم.

الأربعاء، 8 يوليو 2009

في رحاب العدل


بقلم صاحب السمو الملكي الامير / عمرو محمد الفيصل
في رحاب العدل

في الأسبوع الماضي زرت محكمة جدة العامة على مدى يومين، يوم الثلاثاء و يوم الأربعاء ، وذلك من ضمن جولات "اللقافة" التي تعودت عليها منذ فترة طويلة.
حضرت في أول يوم أمام بوابة المحكمة الساعة السابعة صباحا وبقيت واقفا أمامه حتى سمح لي العسكري بالدخول في الساعة السابعة و النصف حيث كنت و أحد الموظفين أول من دخلوا من تلك البوابة.
انطلقت على الفور لأرى من حضر من الموظفين في قاعة الصادر و الوارد فلم أجد إلا موظفي قسم محضري الخصوم. هؤلاء بأمانة أفضل الموظفين بالمحكمة من حيث التزامهم بمواعيد الدوام الرسمي فهم أول من يحضر و آخر من يخرج.
اتجهت بعد ذلك إلى مكتب رئيس المحكمة حتى أرى إن كان قد حضر خاصة أنه الرئيس وبالتالي القدوة لموظفيه. فلم أجده.
شاهدت جمعا من الموظفين أمام مكتب يوقعون على ورقة فهمت أنها ورقة الحضور. فتعجبت لأنهم لم يسمعوا فيما يبدو في تلك الإدارة عن اختراع اسمه جهاز تسجيل الحضور الآلي الذي يعمل بالبطاقات والآن يعمل بالبصمات ولكن لعلها بدعة غير مستحبة عندهم.
بعد أن يوقع الموظف يتجه ليس إلى مكتبه بل إلى البوفيه ليتناول وجبة الإفطار. وحيث إنني لم أكن قد أفطرت انضممت إليهم.
إنني أنصح من له معاملة بالمحكمة ألا يفوته سندوتش البيض عندهم فهو من ألذ السندوتشات التي أكلتها. أكلت "سندوتش" وكوبا من الشاي ثم توجهت مرة ثانية إلى مكتب رئيس المحكمة لعله يكون قد حضر ولكنه لم يحضر و كانت الساعة تشير إلى الثامنة.
بالمناسبة ، الدوام الرسمي في الدولة من الساعة 7:30 صباحا إلى الساعة 02:30 بعد الظهر. بحثت عن مدير المحكمة الإداري ولكن هو أيضا لم يحضر.
انطلقت إلى مكاتب القضاة لأرى ما يدور بها وحتى أشاهد آلية إقامة العدل في بلدنا الحبيب كمواطن يريد أن يتعرف على الأجهزة المختلفة التي تنظم حياته وكيف تعمل و بأية معايير وذلك بدافع من الفضول المفعم بالوطنية.
وصلت إلى أول مكتب. ولكن قبل هذا لا بد أن أصف الحالة العامة للمحكمة. إن المحكمة هي عبارة عن مجموعة من المباني المنتشرة في الموقع بشكل شبه عشوائي مرتبطة بعضها ببعض بطرق مشاة بعضها مبلط وبعضها تراب والبعض منها مظلل و الأغلب غير مظلل وبلا أي نوع من اللافتات الإرشادية التي تدل المراجع إلى مكان مكتب القاضي الذي يريده. لا أخفي عليكم أنني قد ضللت الطريق أكثر من مرة في جولاتي بتلك المحكمة. كما يسود مباني المحكمة وطرقاتها جو من الإهمال واللامبالاة تعكس بحق جو العمل السائد بداخلها.
على كل حال ، وصلت أول مبنى ودخلته ودخلت مكتب أول قاض فلم أجد أحدا ثم توجهت إلى المكتب الثاني ولم أجد إلا موظفا واحدا فسألته إن كان الشيخ قد حضر فأجاب بالنفي فطلبت جدول الجلسات لذلك اليوم فأجاب بأنه لم يستلمه حتى الآن لأن الموظف المسؤول لم يكن قد حضر بعد.
خرجت لأذهب إلى المبنى الثاني فلاحظت أحد القضاة قادم فنظرت إلى ساعتي فإذا هي الساعة 8:15. قد تستغربون أيها الإخوة و الأخوات لهذا الأمر ولكنني سألت أحدا عن هذا فقيل لي إنه لا بد للقاضي أن يكون في حالة من الراحة النفسية وشبعان نوم حتى يستطيع أن يحكم برحابة صدر وراحة بال كاملة.
المهم طفت على مكاتب كل القضاة ولم يحضر منهم غير ذاك الذي شاهدته فعدت إلى رئيس المحكمة وكانت الساعة التاسعة فوجدته قد وصل أخيرا وكذلك مدير الإدارة بالمحكمة الذي كان يقرأ الصحيفة ليتابع آخر مستجدات الأوضاع الدولية و المحلية.
عاودت طوافي على مكاتب القضاة وحتى الساعة العاشرة لم يحضر إلا تسعة منهم فقط من أصل 23 قاضيا. وعند كل قاض كنت أسأل كاتبه عن جدول جلسات ذلك القاضي في ذلك اليوم فأقرؤها منشورة على الباب وأول جلسة تبدأ في الساعة الثامنة صباحا إلا قاضياً واحدا خفيف الظل الذي جعل جلسته الأولى الساعة التاسعة والأخيرة في الساعة الحادية عشرة ، ثم لم يحضر أصلا.
وتعجبون أيها الإخوة و الأخوات كيف تستمر القضايا سنينا طويلة!
سألت أحد الكتبة "لماذا تضعون جدول جلسات القاضي تبدأ من الساعة الثامنة صباحا و أنتم تعلمون يقينا أنه لن يحضر قبل الساعة التاسعة والنصف ، هذا إن حضر؟" قال "إن هذا الجدول يأتي من آلة حاسبة وضعتها هيئة القضاء الأعلى" قلت "ولكن ما علاقة ذلك بالواقع؟" فقال "هذا من هيئة القضاء الأعلى!" يقصد بذلك أنها مجرد ورقة لا حاجة لأن تعكس الوضع الحقيقي فهل الهيئة لا تريد أن تعلم عن حقيقة ما هو حاصل؟ أم أن المحكمة بجدة لا تريد أن تخبرها بحقيقة الأوضاع؟ والكل راض و مبسوط وأهم من ذلك...باله مرتاح وأعصابه هادئة وهذا أمر مهم جدا في القاضي.
أما نحن المتخاصمين فأمامنا خياران هما الخليج العربي أو البحر الأحمر نشرب من أيهما نشاء حتى نرتوي.
خرجت من المحكمة لأقضي بعض مصالحي ثم عدت عند وقت الصلاة لأصلي في المسجد المتاخم للمحكمة.
لقد صليت في مساجد كثيرة وفي العادة لا يكاد الإمام ينتهي من التسليمة الثانية حتى يتدافع المصلين على الأبواب للخروج وكأن عفاريت من الجن تطاردهم أما في هذا المسجد فالإمام يسلم ولا أحد يتحرك ويظلون يسبحون بهدوء ووقار ثم يتسننون بتأن وخشوع لم أر في حياتي أناسا أكثر تعلقا بالمسجد مثل هؤلاء. لقد أثلج صدري حين أدركت مدى التقوى و الإيمان الذي يتحلى به كل موظف بالمحكمة من أصغرهم إلى أكبرهم.
عند نهاية الصلاة أسرعت مرة أخرى إلى المحكمة لأرى من من الموظفين سيعود إلى مكتبه وإن كان القضاة قد تواجدوا فعلا في المحكمة بعد أن تركتها في الساعة العاشرة.
لم يحضر في ذلك اليوم كما ذكرت سابقا أكثر من القضاة التسعة الذين حضروا قبل أن أذهب.
في اليوم الثاني ، أي يوم الأربعاء ، كررت نفس ما فعلته في اليوم الماضي فوجدت شخصا راكنا سيارته بحيث يصعب علي الركن أمام بوابة المحكمة فطلبت منه أن يتقدم قليلا حتى أتمكن من الوقوف فقال "انتظر قليلا فأنا سأدخل لأوقع ثم سأنصرف" وفعلا دخل المحكمة ثم خرج وركب سيارته وهم بالذهاب فسألته "هل أنت موظف هنا" قال "نعم" ثم ذهب فأوقفت سيارتي أمام البوابة و أنا مرتاح.
أظن أنني فيما يبدو قد أصبت القاضي الذي جاء الساعة الثامنة بالأمس فلم يحضر في اليوم الثاني بالرغم من أن جدوله كان يبدأ من الساعة التاسعة صباحا هذه المرة.
على العموم لم يحضر أكثر من ثمانية قضاة في ذلك اليوم.
اللطيف في المسألة أنه إذا تأخر القاضي أو تغيب فهذا يعني تغيير موعد النظر في قضية ما ربما لعدة أشهر أما الخصوم فلا بد لهم من الحضور من الساعة الثامنة فيحضرون مثل التلاميذ بالمدرسة فإن تأخروا ولو عشر دقائق تشطب دعوتهم حتى إن كان الكل يعلم أن القاضي لن يحضر قبل الساعة التاسعة والنصف أو عشرة صباحا.
صليت في مسجد المحكمة كما فعلت في اليوم الماضي وهذه المرة التفت الإمام بعد الصلاة ، بالمناسبة الإمام في هذا المسجد هو رئيس المحكمة ، وألقى محاضرة جميلة انتقد فيها ما بدر من أحد المصلين - الذي فيما يبدو نسي أن يغلق جواله فرن أثناء الصلاة وبرنة هي مقطع من إحدى الأغاني المعروفة - وشدد على خطورة الاستماع إلى الموسيقى على المجتمع. والكل كان ينصت لذلك الإمام الفاضل بطبيعة الحال. خرجت بعد ذلك لأتأكد أن عدد القضاة الحاضرين لم يتغير - كلهم حضروا الساعة التاسعة والنصف هذه المرة - فوجدت أن بالفعل عددهم لم يتجاوز الثمانية.