خبر سعيد عن زيادة في الجمارك على واردات التدخين
بعد الزيادة التي فرضت على واردات التبغ (14%) عمت السعادة قلوب كل الصالحين في هذه البلاد العزيزة، حيث اعتبرت خطوة جيدة على الطريق. و ستكون السعادة اشمل و أكمل لو كانت الزيادة (200%) مثلاً و ربما أكبر من ذلك.
هذا الاقتراح يبدو فيه نوع من القسوة على الذين ابتلوا بعادة التدخين. لكن الحقيقة أن القسوة تكمن في ترك الحبل على الغارب دون إجراء حازم يساهم في سرعة القضاء على هذه المشكلة التي بدأت تأخذ حال الظاهرة. و بدأت تفتك بالصغار من الجنسين قبل الكبار.و تكلف الدولة تكاليف باهضة تصل إلى المليارات، و تقتل سنوياً ما يربو على اثني عشر ألفاً من البشر في بلادنا العزيزة . هذه الحرب الضروس تنشر الموت و المرض و الخراب في مجتمعاتنا لابد لها من مقاومة على كل المستويات، الرسمي منها و الغير رسمي، مجتمعات و أفراد. هذه الحرب الفتاكة الشرسة التي يشنها أرباب صناعة منتجات التبغ، و من لف لفهم من تجار الحرام و مروجيه، الذين لا يهمهم إلا الكسب المادي، و ليس لهم وازع من ضمير أو رادع من دين، و لا تطرف لهم عين عندما يرون أو يسمعون أخبار الضحايا الذين يعدون بالملايين، و هم يخرون صرعى سنوياً بسبب منتجات التبغ الفتاكة. أدركت الأمم خطر هذه الحرب منذ وقت لكنها ترددت في اتخاذ ما يلزم في سبيل دفع هذه الحرب الشرسة، لكنها بعد أن طفح الكيل و بلغ السيل الزبى، و بلغت القلوب الحناجر اتخذت القرار السهل الصعب؟! فقررت استنفار القوى، و اتخاذ التدابير لدفع الخطر و التخفيف من عنفوان تسونامي التدخين المدمر الجارف. فشاهدنا المملكة المتحدة و هي مع الأسف من منتجي السجائر تعمل و في الحال على أن تكون أرضاً بلا تدخين خلال عدد محدود من السنوات، و شرعت في التطبيق الفوري و الحازم لذلك. و نشاهد أن حمل علب السجائر و بالأحرى التدخين أمر محرم في طائرات و مطارات و مدرجات ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أن أمريكا تعد من أكبر مصنعي السجائر. و ليس ببعيد عنا ما قررته اليونان من منع للتدخين في الأماكن العامة و الأسواق. و هذا إجراء انتشر و ينتشر في كثير من دول العالم المتحضر.
بلادنا العزيزة عاصمة الإسلام و المسلمين (المملكة العربية السعودية) مملكة الإنسانية، تستحق منا جميعاً أن نحافظ على صدارتها بين الأمم و الدول. و من البدهي ان أهم مقوم من مقومات صدارة الأمم أن يكون أفراد الأمة أصحاء العقل و البدن، وإن أناس يترنحون ضعفا و هوساً بفعل التدخين و ما يجره من ويلات و تبعات لا يمكن أن يكونوا ضماناً لمحافظتنا على الصدارة و الريادة.
كتبه: محب الخير لكل الناس أبو ياسر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق