حفظ الله عز و جل بلادنا من ويلات الحروب. و رد كيد الإرهاب و من وراءه في نحورهم فلم ينالوا خيرا. و ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلالها و ظلامها على معظم أنحاء الدنيا لكن بلادنا و لله الحمد كانت من بين البلدان الأقل تضرراً. بلادنا تنعم باحتضان أقدس البقاع على وجه الأرض. بلادنا كانت و لا تزال مركز الإشعاع، و منبع أنوار الهداية لكل البشر. نعم الله الوهاب لا تزال تتوالى تترا عليها. كنوز الأرض تنبعث منها بوفرة و جودة كما تتفجر الأنهارالعذبة، و الرخاء و الأمن و الأمان لبلدنا عنوان، و لم يبق إلا شكر المنعم المنان.
لكن فئة من شبابنا هداهم الله عن هذا كله تغافلت و تخلت، و بأنفسهم و أنفس الآخرين في مهاوي الإعاقة و الردا ألقوا، و على تعاليم الدين الحنيف و الخلق القويم تمردوا. فكان نتاج ذلك أن جعلوا من شوارع و ميادين مدننا و منتزهاتنا، و مواقع سياحتنا مواقع تدار فيها حروب لا ككل الحروب، فهي بلا هدف، و آلاتها لا تشبه في شئ أدوات و آلات الحروب، و رغم محدودية أجهزتها إلا أن نتائجها المريعة تفوق أحياناً نتائج الحروب المعروفة. هذه الأدوات تتلخص في: سيارة ( قسطها والد محتاج، أو أجرت من شركة تأجير، أو سرقت من صاحبها) و قائد لهذه السيارة !! ينطلق بها بلا وازع من ضمير و لا رادع من دين أو خلق، يحصد بلا رحمة في طريقه مظاهر الإطمئنان و زهرة الحياة، فيخلف وراءه مظاهر الدمار، كأنما هو ريح عاصف تأتي على كل شي و تدمر الأخضر و اليابس، و تنشر الموت و الخراب في كل مكان، فالقتلى بعشرات الآلاف، و الجرحا بمئات الألوف و الخسائر بالمليارات. آلاف الأباء و الأمهات والبنين و البنات والأخوان و الأخوات جميعهم يتالون الزفرات، و يعيشون حرقة المصاب و لوعة الخطب و لسان حالهم يقول هذه الأنفس لماذا أزهقت و بأي ذنب قتلت؟؟؟. إنني أخاطب في شبابنا ضمير المسلم الحق و الإنسان السوي، و عقله الذي فضله به على سائر المخلوقات على هذه الأرض ، فاقول " إعلموا أنكم من أمة خلقها الله و بقيادة نبي الرحمة، محمد بن عبدالله عليه الصلاة و السلام لتكون رحمة للعالمين، فلا تتحملوا وزر أنفسكم و وزر من قلدكم بانحرافكم عن هذا الهدف الذي حدده الخالق عز و جل" " إحذروا من سخط الجبار حيث توعد من قتل متعمداً نفسه أو غيره من المسلمين أو معاهداً بالخلود في النار و بئس المصير". " إذا دعاكم زيف النفس و الشيطان لمثل هذه الأعمال الجنونية، فتذكروا دعاء المظلومين من ضحاياكم، فقد تكفل رب السما و الأرض بنصرهم و لو بعد حين". إذا ألحت عليكم تهيئات المتعة الزائفة، و حاولت إسدال الغشاوة على نور أبصاركم و بصائركم، فاقشعوا عن أبصاركم تلكم الغشاوة و تلفتوا في الأمم من حولكم، كيف يموت الشاب منهم و الطفل الرضيع من الجوع، أو تغتال العوائل بأكملها بصاروخ مجنون أو قنبلة آثمة، و أحمدوا الله على جزيل النعم" "ماذا ستقولون لربكم يوم الحساب؟؟؟ حينما يحل الخطب، و تبلغ القلوب الحناجر، و تتجلى الحقائق عندما تتراص الصفوف الشاكية إلى الله ما عانته من بغيكم و ظلمكم، هل ستصتصرخون بوالد له نفوذ؟ او صديق حميم يبيع ذمته و ضميره لينقذكم؟، أم بشركات التأمين كي تدفع عنكم أو تخلصكم؟ ما ذا ستفعلون، في ذلك اليوم الذي تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها، والكل من هول الحال، و رعب الحالة يقول نفسي نفسي؟؟" إخواني عودوا إلى صوابكم و ذرو غواية الشيطان التي أسميتموها هواية، و توبوا و أندموا على ما فات، قبل أن يفوت الفوت و لا ينفع الصوت. إحذروا أن ياتي الناس يوم القيامة ببر للوالدين قد عاشوه، و معروف إلى الإنسان و الحيوان و النبات قد اسدوه، و حاجات لإخوانهم مشوا معهم فيها حتى اثبتوها لهم فثبت الله أقدامهم على السراط، و جعل بعد ذالك النعيم المقيم لهم قرينا خالدين فيه بإذن ربهم، و تأتون و قد حملتم على ظهوركم الأوزار، و الجمتكم الجرائم و تقطعت بكم السبل، و تعرضتم لزلة الأقدام و كلاليب النار، و تعرضتم لسخط الجبار، و قد علمتم أنه من يحلل عليه غظب الجبار فقد هوى. أصلح الله الجميع و هداهم و أخذ بنواصيهم للبر و التقوى، و صلى الله و سلم على نبينا محمد.
كاتبه، محب الخير للجميع " أبو ياسر"
الأربعاء، 3 يونيو 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق